كيف تقى نفسك وأسرتك من الأصابة بأنفلونزا الخنازير؟ اذا شعرت بأنك متألمة ومريضة الى حد ما، فيجب أن تقلقي ربما تكون أصبتي بأنفونزا الخنازير.
ولكن تبقى المشكلة فى أن هناك العديد من الفيروسات والعوامل الأخرى تتشابه فى أعراضها مع أعراض انفلونزا الخنازير.
ولا يتوقف الحديث في جميع الأوساط الطبية والعلمية والإعلامية حول وباء
إنفلونزا الخنازير المتفشي هذه الأيام، الذي أخذ بالانتشار حول العالم
بصورة مخيفة.
ولقد استطاع هذا الفيروس المعروف بفيروس الإنفلونزا جذب أنظار العالم له
ولقدرته العجيبة على التغير والتطور والتلاعب في شكله للتغلب على اللقاحات
والعقاقير المضادة له.
واتخذت جميع الهيئات الطبية والصحية وضع الاستنفار للسيطرة على الوباء وللحد من انتشاره.
وصرحت منظمة الصحة العالمية في 25 من شهر أبريل (نيسان) الماضي بتفشي
فيروس إنفلونزا الخنازير الذي ينتقل إلى الإنسان في المكسيك ثم في أميركا
والكثير من دول العالم.
وتأكدت إصابة عدة مئات من الاشخاص إصابة مؤكدة ووفاة العديد منهم في
المكسيك حتى الآن معظمهم من الشباب الأصحاء، وانتقل المرض إلى حالة
وبائية.
سلالة جديدة ووفقا للمنظمة العالمية فإن «إنفلونزا الخنازير مرض وبائي حاد يصيب الخنازير بشكل رئيسي وينتقل عبر الاستنشاق».
ويؤدي فيروس الإنفلونزا من نوع (إيه ـ A) إتش1 إن 1 (Swine influenza A
(H1N1) virus ) للإصابة بهذا المرض، ويشهد العالم انتشارا متكررا لهذا
المرض بين الخنازير مسببا حالة عالية من الإعياء إلا أنه نادرا ما يتحول
لوباء قاتل لها.
وينتشر هذا المرض في موسمي الخريف والشتاء ولكن من الممكن أن ينتشر في أي
وقت من العام، وهناك عدة سلالات لإنفلونزا الخنازير، شأنه في ذلك شأن
الإنفلونزا التي تصيب الإنسان .
ولقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن بعض حالات الوفاة التي حدثت بين الناس
ناجمة عن نوع جديد لم يعرف من قبل لإنفلونزا الخنازير، وأشارت إلى أن
الفيروس الجديد يحمل صفات جينية مختلفة عن تلك التي أصيب بها البشر في
مناطق مختلفة في أوروبا وآسيا.
وقد شهد العالم من قبل انتشار هذا الوباء لإنفلونزا الخنازير عدة مرات،
ففي فبراير 1976 انتشر وباء إنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة
الأميركية وأمر الرئيس فورد باتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء الوباء
وإعطاء لقاح الإنفلونزا لجميع الشعب الأميركي الذي كانت له العديد من
الآثار الجانبية الخطيرة التي أدت إلى وفاة البعض.
وفي شهر أغسطس من عام 2007 ظهر وباء إنفلونزا الخنازير مرة أخرى في الفلبين ولكن حالات الوفاة لم تتعد 10%.
والأمر المهم في انتشار هذا الوباء الجديد، هو قدرة هذا الفيروس على
الانتقال من شخص إلى آخر وظهور سلالة جديدة من هذه الجرثومة، أما الأمر
المثير للقلق فعليا فهو مهاجمة هذا الفيروس للشباب الأصحاء وإصابتهم
بالمرض..
ما هي إنفلونزا الخنازير؟
هي نوع من أنواع فيروس الإنفلونزا وبالتحديد نوع «إيه»،
ويختلف عن فيروس الإنفلونزا الذي يصيب الإنسان في تكوينه، وله القدرة على
إصابة الإنسان أحيانا. ولقد تم العثور على إصابات بشرية في الماضي لكنها
قليلة جدا وأصابت فقط الأشخاص الذين يعملون أو لهم اتصال مباشر مع
الخنازير.
أما مرض إنفلونزا الخنازير المتفشي حاليا فيختلف عن السابق، حيث ظهر نوع
أو شكل جديد له القدرة على الانتقال من شخص إلى آخر وأيضا إلى الأشخاص
الذين ليس لديهم اتصال مباشر أو غير مباشر مع الخنازير.
وتتراوح مدة حضانة فيروس إنفلونزا الخنازير بين ثلاثة وسبعة أيام، وقد تمتد فترة أكثر لدى الأطفال الصغار.
أعراض إنفلونزا الخنازيرلا تختلف أعراض إنفلونزا الخنازير عن أعراض الإنفلونزا المعروفة، حيث تظهر
أعراض الرشح العادية مع ارتفاع في درجة الحرارة، ورعشة تصحبها كحة وألم في
الحلق مع آلام في جميع أنحاء الجسم وصداع وضعف أو وهن عام. ويصاب بعض
الأشخاص بإسهال وقيء (تم رصدهما ببعض الحالات).
وتعتبر هذه الأعراض عامة حيث يمكن أن تكون بسبب أي من الأمراض الأخرى، لذا
لا يستطيع المصاب أو الطبيب تشخيص الإصابة بإنفلونزا الخنازير استنادا إلى
شكوى المريض فقط، بل يجب إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية التي يتم عن
طريقها تأكيد الإصابة بالمرض أم أنها أعراض لأي من حالات أخرى.
فأذا كنت تعيشين فى منطقة بها انفلونزا الخنازير أو قمتي بالأنتقال اليها
حديثا وشعرتي بأنك متعبة بالأنفلونزا، فعليك فورا الأتصال بطبيبك الخاص،
ثم عليك البحث عن الرعاية الطبية اللازمة، فالطبيب يمكنه تحديد اما عمل
اختبار للأنفلونزا أو وصف العلاج المناسب.
أما اذا اكتشفتي انك فعلا مريضة، هناعليك البقاء فى المنزل وتجنب الأختلاط مع الناس بقدر الأمكان حتى لا تقومين بنقل المرض للآخرين.
كيف تتم العدوى؟ ينتقل هذا الفيروس المعدي جدا بواسطة الرذاذ المنتشر في الهواء عند التنفس
أو السعال أو العطس. ولا تزال استجابة الجسم لهذا الفيروس مجهولة.
وقال عالم الفيروسات البريطاني د. جون أكسفورد: «مع أننا لم نشهد هذا
الفيروس من قبل، إلا أننا تعرضنا لفيروسات من سلالة «إتش1 إن1» منذ عام
1978». وهو يرى أن جسم الإنسان لديه بالنتيجة، بعض المناعة ضد هذا الفيروس
خلافا للفيروس المسبب لإنفلونزا الطيور «اتش5 إن1» الجديد كليا على الجسم.
فقد أثبتت مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض، أن انفلونزا الخنازير(H1N1)
هو فيروس معدى وينتشر بين البشر، وفى هذا الوقت وبالرغم من عدم التوصل الى
كيفية انتقال المرض بين الأشخاص، يخشى مسؤلوالصحة من تحوره ووصوله الى
مرحلة لا يمكن مكافحتها أو العلاج منها.
في حال الإصابة بالمرض، ماذا ينبغي على المريض فعله؟
في حال الإصابة بأعراض الإنفلونزا لشخص ما دون وجود عوامل
خطورة الإصابة بالمرض، ما عليه سوى البقاء في المنزل، ويجب عليه تغطية
الأنف والفم عند العطس أو السعال بالمنديل ثم التخلص منه على الفور مع غسل
اليدين جيدا في كل مرة، وهذا لوقاية المحيطين به من العدوى.
أما إن ظهرت أعراض الإنفلونزا لشخص قادم حديثا من منطقة يتفشي فيها المرض
كالمكسيك، أو تعامل مع شخص مصاب بالمرض، حسب توصية إدارة مراكز مراقبة
الأمراض والوقاية الأميركية فيجب التوجه إلى الطبيب لعمل الفحوصات اللازمة
لتشخيص المرض وتأكيد الإصابة.
هل يقي لقاح الإنفلونزا من الإصابة بإنفلونزا الخنازير؟ لا يوجد حتى الآن لقاح يقي من الإصابة بإنفلونزا الخنازير، ولكن من الممكن
أن يوفر اللقاح الموسمي للإنفلونزا (flu vaccine) بعض الحماية ضد فيروس
إنفلونزا الخنازير من نوع «إتش3 إن2».
لكن السلالة التي ظهرت في كاليفورنيا (وهي «اتش1 إن1» مختلفة جدا عن سلالة
فيروس الإنفلونزا (اتش1 إن1) الذي يصيب الإنسان، والموجودة في لقاح
الإنفلونزا الموسمي.
كما أنه ليس من المعلوم حتى الآن إن كانت الإصابة بفيروس الإنفلونزا نوع
«أيه ـ إتش1 إن1» البشري (human type A H1N1 flu ) توفر حماية (مناعة)
جزئية ضد فيروس إنفلونزا الخنازير نوع «إيه ـ إتش1 إن1» (type A H1N1
swine flu) في ضوء الوباء العالمي الحالي.
مع ذلك فقد قامت مراكز مراقبة الأمراض الأميركية باستخلاص الفيروس من شخص
مصاب بالمرض كبذرة أو كمنشأ لإنتاج لقاح جديد ضد هذا الفيروس.
وسوف يستغرق إنتاج اللقاح بين أربعة إلي ستة أشهر، لكن يبقى التساؤل
الكبير حول إمكانية إنتاج هذا اللقاح بكميات وفيرة قبل حلول موسم
الإنفلونزا القادم.
هل يوجد علاج لإنفلونزا الخنازير؟
لسوء الحظ فأن اللقاح الذى استخدم لأنفلونزا الطيور كان
تأثيره غير مجدى بالنسبة لأنفلونزا الخنازير، ولكن هناك نوعان من الأدوية
المضادة للأنفلونزا هما (oseltamivirtamiflu) و
(zanamivir relenza) يمكن أن يساعدا فى علاج انفلونزا الخنازير اذا أخذا
فى وقت مبكر، أيضا يمكنهما مساعدة الشخص الذى أصيب بالفعل بالفيروس.
وانفلونزا الخنازير شأنها شأن الأنفلونزا الموسمية، والتى يمكن أن تختلف شدتها بين الخطيرة والمعتدلة.
تستخدم العقاقير المضادة للفيروسات، أوسيلتامفير oseltamivir المشهور باسم
«تاميفلو» (tamiflu) أو عقار زانامفير (zanamivir) ا- اذا كنت مصاب، فالزم البيت: فالمراكز توصيك بالبقاء فى المنزل وعدم الذها
الفيروس الحالي.. سليل «الإنفلونزا الإسبانية» عام 1918 على الرغم من تسمية الوباء بـ«الإنفلونزا الإسبانية» التي ظهرت عام 1918،
إلا أنه لم يصدر من إسبانيا. ويرجع سبب التسمية إلى انشغال وسائل الإعلام
الإسبانية بموضوع الوباء نتيجة لتحررها النسبي مقارنة بالدول المشاركة في
الحرب العالمية الأولى.
الإنفلونزا الإسبانية وباء قاتل انتشر في أعقاب الحرب العالمية الأولى في
أوروبا والعالم وخلف ملايين القتلى، تسبب بهذا الوباء نوع خبيث ومدمر من
فيروس الإنفلونزا (إيه) من نوع «إتش1 إن1» (H1N1).
وتميز الفيروس بسرعة العدوى حيث تقدر الإحصائيات الحديثة أن حوالي 500
مليون شخص أصيبوا بالعدوى وظهرت لديهم علامات المرض بشكل واضح.
وقد توفي ما بين 20 و 100 مليون شخص جراء الإصابة بالمرض، كانت الغالبية العظمى منهم من البالغين والأصحاء اليافعين.
وقام بعض العلماء من جامعة كنساس على رأسهم البروفسور ريتش المتخصص في علم
الأمراض وتشخيص الأمراض بدراسة وباء الإنفلونزا الإسبانية، وأيدت أبحاثهم
فرضية أن وباء فيروس الإنفلونزا عام 1918 والفيروس المسبب لإنفلونزا
الخنازير الآن هو نفس الفيروس، ولكنه تمكن من تغيير خواصه وتقويتها.
ويؤكد د. ريتش أن الفيروس تمكن من إصابة الخنازير والتكاثر فيها من دون
قتلها عكس الثدييات الأخرى، مسببا اضطرابات خفيفة في الجهاز التنفسي. وفي
وباء عام 1918 انتشر الفيروس عن طريق الخنازير، وقال إنه بسبب تكيف
الفيروس طوال هذه الفترة مع الخنازير، أسفر ذلك عن ظهور فيروس إنفلونزا
الخنازير المتحور الحالي.